يحدث إغلاق الحكومة الأمريكية عندما يفشل الكونغرس والبيت الأبيض في التوصل إلى اتفاق بشأن الميزانية أو التمويل المؤقت قبل الموعد المحدد، مما يؤدي إلى توقف جزئي لأنشطة المؤسسات الحكومية. تؤثر هذه الأحداث دائمًا على الأسواق المالية، أحيانًا بشكل قوي وواضح، وأحيانًا بشكل خفيف ومفاجئ.
تاريخ الإغلاقات السابقة ومدتها
| الفترة | الرئيس | المدة | السبب بإيجاز |
| 30.09-13.10.1977 | چيمي كارتر | 12 يومًا | خلاف على تمويل عمليات الإجهاض في المستشفيات العامة |
| 30.09–18.10.1978 | كارتر | 18 يومًا | نزاعات حول الإنفاق الدفاعي |
| 20.11-23.11.1981 | رونالد ريجان | 2 يوم | تخفيض الضرائب والميزانية |
| 09.10-13.10.1984 | ريجان | 2 يوم | تمويل البرامج التعليمية والمدنيَّة |
| 16.12-18.12.1995 | بِل كلينتون | 5 يوم | نزاع حول تخفيض الضرائب |
| 16.12.1995-06.01.1996 | كلينتون | 21 يومًا | الإغلاق الأطول في التسعينيات نتيجة خلافات حول برنامج ميديكيِر الصحي والتعليم والضرائب. |
| 01.10-17.10.2013 | باراك أوباما | 16 يومًا | خلافات حول برنامج أوباما للرعاية الصحية (أوباما كير) |
| 20.01-23.01.2018 | ترامب | 3 يوم | سياسة الهجرة |
| 22.12.2018-25.01.2019 | ترامب | 35 يومًا | لاف حول تمويل الجدار الحدودي مع المكسيك |
| 2025.01.10 -2025.12.11 | ترامب | 36 يومًا | الأطول في التاريخ |
دعونا نُحلّل سلوك مؤشر الأسهم S&P 500 والذهب، وردّة فعل هذين الأصلين بعد انتهاء الإغلاق الحكومي.
- الإغلاق من 1 أكتوبر إلى 17 أكتوبر 2013 (لمدة 16 يومًا)
S&P500 (US500)
ردَّة فعل السوق:
- أثناء الإغلاق: أظهر مؤشر S&P 500 زيادة قدرها 1.94% خلال فترة الإغلاق.
- بعد الإغلاق: ارتفاعٌ قويّ في المؤشر
الذهب(XAU/USD)
ردَّة فعل السوق:
- أثناء الإغلاق: شهد سعر الذهب تراجعًا بنسبة -3.47%.
- بعد الإغلاق: سجّل السعر تعافيًا ملحوظًا.
- الإغلاق من 22 ديسمبر 2018 إلى 25 يناير 2019 (36 يومًا)
S&P500
ردَّة فعل السوق:
- أثناء الإغلاق: سجّل سعر المؤشر ارتفاعًا قويًا تجاوز 10.82%.
- بعد الإغلاق: من المتوقع استمرار النمو.
الذهب(XAU/USD)
ردَّة فعل السوق:
- أثناء الإغلاق: سجّل سعر الذهب زيادة أكثر من3.77%.
- بعد الإغلاق: من المتوقع استمرار النمو.
أبرز الدروس للمستثمرين
أبرز الدروس المستفادة هي:
- الإغلاق الحكومي المطوّل يعني استمرار “الوعود” السياسية دون تنفيذ لفترة أطول — وهو عامل يُشكّل مخاطرة للمستثمرين. ومع ذلك، يدرك الجميع أن الإغلاق سينتهي عاجلًا أم آجلًا، ولذلك لا يوجد ذعر في السوق.
- تُظهر الإحصاءات أن مؤشرات الأسهم تميل إلى الارتفاع أثناء فترات الإغلاق الحكومي، ويرجَّح أن السبب هو توقع المستثمرين لانتهاء الإغلاق قريبًا. وبشكل عام، أظهر مؤشر S&P 500 عوائد إيجابية في أكثر من نصف حالات الإغلاق الحكومي منذ عام 1976، حيث كان متوسط العوائد خلال تلك الفترات إيجابي بشكل طفيف.
- عادةً ما تعكس ردَّة فعل السوق الحالة العامة للاقتصاد والسياسة النقدية للبنك المركزي، أكثر مما تعكس الإغلاق الحكومي في حدّ ذاته. ولكن تأجيل نشر البيانات الاقتصادية (مثل تقارير التوظيف أو أرقام التضخم) أثناء الإغلاق قد يعقّد قرارات السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، مما يؤدي إلى زيادة التقلبات على المدى القصير (وغالبًا ما يرتفع مؤشر التقلب VIX في هذه الفترات).
- يُعتبر الذهب عادةً ملاذًا آمنًا موثوقًا خلال فترات الاضطراب السياسي والاقتصادي، ولا سيما أثناء الإغلاقات الحكومية الطويلة. وفيما تُخيم حالة عدم اليقين على الأسواق، يُتوقع أن يكون الذهب والفضة والبلاتين والسندات أدوات تحوّط مفيدة في مثل هذه الفترات، لكن الإحصاءات تُظهر أن هذا لا يُجدي دائمًا.
- ولكن تُظهر الإحصاءات بوضوح نموًا قويًا في كلٍّ من مؤشرات الأسهم والذهب بعد انتهاء الإغلاق الحكومي. ويُشير ذلك إلى أن المستثمرين يعتبرون الإغلاقات أزمات سياسية لا اقتصادية، ولهذا يتعامل السوق معها بهدوء وغالبًا ما يشهد ارتفاعًا بعد انتهائها.
| سؤال | جواب |
| هل ينبغي للمرء بيع الأسهم بسبب الاغلاق الحكومي؟ | تاريخيًا – لا. فالسوق يتعافى وغالبًا ما يشهد نموًا بعد ذلك. |
| هل يُنصح بالبيع أثناء الهبوط؟ | نعم، لقد نجح هذا في معظم الحالات تقريبًا. |
| هل ينبغي الدخول في الذهب خلال فترات المخاطر السياسية؟ | نعم، يتحرك الذهب باستقرار وغالبًا ما يرتفع بعد انتهاء الإغلاق الحكومي. |
| هل يُشكّل الإغلاق الحكومي خطرًا على المدى الطويل؟ | لا، فغالبًا ما يكون التأثير قصير. |
بدأ الإغلاق الأخير في 1 أكتوبر 2025، بعد عدم إقرار مشاريع قوانين الاعتمادات أو التمويل المؤقت.
الأسباب: خلافات بين الكونغرس والرئيس دونالد ترامب بشأن التمويل الحكومي، والتأمين الصحي، ونفقات الدفاع والمساعدات الخارجية.
بعد إغلاق جزئي قياسي للحكومة الفيدرالية الأمريكية استمر 43 يومًا، وقّع الرئيس دونالد ترامب مشروع قانون في 13 نوفمبر 2025 لتمديد تمويل العديد من الوكالات الحكومية، منهيًا بذلك أطول إغلاق في تاريخ البلاد.
يُخصص هذا التشريع تمويلًا لعدد محدود فقط من الوزارات، بما في ذلك وزارة الزراعة، ووزارة شؤون المحاربين القدامى، والهيئات التشريعية، وبرامج البناء العسكرية. أما تمويل جميع الوكالات الفيدرالية الأخرى، فقد مُدد حتى 30 يناير 2026 ، مما يترك الباب مفتوحًا أمام احتمال حدوث إغلاق حكومي آخر مطلع العام المقبل.
أثناء توقيعه مشروع القانون في البيت الأبيض، صرّح الرئيس ترامب بأن “الحكومة الفيدرالية تعود إلى العمل بشكل طبيعي”، وألقى باللوم مجددًا على الحزب الديمقراطي في الإغلاق. ووفقًا للرئيس، فإن تصرفات المعارضة “ألحقت ضررًا جسيمًا بالبلاد”، مما أدى بشكل ملحوظ إلى إلغاء أو تأخير أكثر من 20 ألف رحلة جوية، وترك أكثر من مليون موظف ومتعاقد فيدرالي بدون أجر.
ويقدر البيت الأبيض أن الضرر الاقتصادي الناجم عن الإغلاق قد يصل إلى 1.5 تريليون دولار، ومن المتوقع أن يستغرق الحساب الدقيق عدة أشهر.
ويشير المحللون إلى أنه في حين أن الاتفاق الحالي يخفف مؤقتًا من التوترات المتعلقة بالميزانية، إلا أن الصراع الهيكلي بين الجمهوريين والديمقراطيين حول الإنفاق والديون لا يزال دون حل. وهذا يخلق خطر حدوث أزمة تمويل أخرى بحلول نهاية يناير/كانون الثاني إذا فشل الكونغرس في إقرار ميزانية شاملة.